علاج الأوعية

بينما كانت الجراحة التقليدية لفترة طويلة هي الوسيلة الأساسية لعلاج أمراض الأوعية الدموية، شهدت السنوات الأخيرة طفرة هائلة في استخدام تقنيات متطورة تُعرف بالأشعة التداخلية والقسطرة الطرفية، والتي غيرت موازين العلاج وأدخلت على حياة المرضى بسمة أمل جديدة.

 

الفوائد الطبية والإنسانية للتقنيات الحديثة

يُعتبر هذا التقدم الطبي بمثابة ثورة صامتة لا تقتصر على تحسين النتائج السريرية فحسب، بل تمتد لتشمل تقليل الألم، تقليل الوقت اللازم للإقامة بالمستشفى، وتسريع العودة إلى الحياة الطبيعية. في قلب هذه الثورة، يبرز اسم الأستاذ الدكتور أيمن عبد الفتاح، الذي ساهم بخبرته الواسعة في تقديم نماذج علاجية متطورة في كلية الطب بجامعة عين شمس، ممزجًا بين العلم والتقنية لخدمة مرضاه.

 

كيف تتم الإجراءات التداخلية؟

عندما يعاني المريض من انسداد في شريان أو وريد، لا يعود خيار العلاج مقصورًا على الجراحة المفتوحة، بل يمكن أن يخضع لإجراءات دقيقة للغاية يتم توجيهها عبر الأشعة التداخلية. تُدخل القسطرة عن طريق فتحة صغيرة للغاية، ويتم توجيهها بدقة من خلال صور الأشعة الحية إلى موضع الانسداد. ثم يُستخدم بالون لتوسيع الشريان أو تُركب دعامة لمنع التضيّق مرة أخرى. أحيانًا تُستخدم أجهزة متخصصة لإزالة الجلطات مباشرة، مما يخفف من المضاعفات التي قد تنجم عن الانسداد.

أمان وفعالية لمرضى الحالات الحرجة

من المزايا الرائعة لهذه التقنيات أنها تناسب حتى الحالات التي لا تتحمل الجراحة التقليدية، مثل كبار السن أو مرضى السكري وأمراض القلب، ما جعلها خيارًا آمنًا وفعّالًا. ومع ذلك، فإن النجاح لا يأتي إلا عبر فريق طبي مدرّب ومؤهل، وبمراكز مجهزة بأحدث الأجهزة.

 

الذكاء الاصطناعي والبرمجيات الطبية في خدمة العلاج

لا يقتصر التقدم على الأدوات فقط، بل امتد ليشمل تطور البرمجيات الذكية التي تساعد في تحليل صور الأشعة بدقة متناهية، وتوجيه القسطرة بشكل أفضل، وتقليل احتمالات الخطأ. كما تم تطوير دعامات ذكية قابلة للذوبان، تذوب بعد أن تُكمل مهمتها، مما يقلل من المضاعفات طويلة الأمد.

 

العامل البشري في قلب كل تقدم تقني

ومع كل هذه الإنجازات، يبقى العامل البشري هو الأساس، فخبرة الطبيب، ونظرته الشمولية للحالة الصحية للمريض، وتفهمه لخصوصيات كل حالة، هي التي تضمن النجاح الحقيقي.
إن هذه التقنيات ليست فقط أدوات علاجية، بل هي دليل على كيف يمكن للطب أن يتطور بوعي، ويوازن بين العلم والرحمة، ليقدم للمريض علاجًا لا يوقف المرض فحسب، بل يعيد له حياته بكرامة وأمل.

 

نبذة عن الأستاذ الدكتور أيمن عبد الفتاح

الأستاذ الدكتور أيمن عبد الفتاح هو أستاذ جراحة الأوعية الدموية والقسطرة الطرفية بكلية الطب جامعة عين شمس. حصل على بكالوريوس الطب من جامعة عين شمس عام 1993، ثم نال درجة الماجستير في الجراحة عام 1998، والدكتوراه في الجراحة عام 2001. كما حصل على زمالة جامعة بريست في فرنسا عام 2007، وزمالة كلية الجراحين الملكية في لندن عام 2008. شغل عدة مناصب أكاديمية وإدارية، وهو حاليًا رئيس قسم جراحة الأوعية الدموية بكلية الطب جامعة عين شمس.

 

تابعونا على صفحتنا لمعرفة كل جديد

 

لمعرفة خدمات العيادات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *